المكتبة البلقينية الجزء 6 pdf

البلقيني
لا يوجد تقييمات لهذا الكتاب
قيم الكتاب

هذا الكتاب ملكية عامة

نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا

المكتبة البلقينية الجزء 6 pdf

ملخص عن كتاب المكتبة البلقينية:

وجاءت المجموعة الأولى من هذه المكتبة الفاخرة في عشرة مجلدات تضمنت المؤلفات البلقينية الآتية: ترجمة شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، بقلم ولده علم الدين، صدرنا بها المجموعة لتكون بمنزلة التعريف الوافي بسيرة إمام هذه المكتبة. حقق هذه الترجمة الدكتور عمر حسن القيام (مجلد واحد). ترجمة الإمام جلال الدين البلقيني، بقلم أخيه علم الدين أيضًا، والجلال يلي أباه في العلم والمكانة حقق هذه الترجمة الأستاذان سليم محمد عامر وعبد الجبار زهير شاكر (مجلد واحد). التجرد والاهتمام بجمع فتاوى شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، جمع ولده علم الدين وترتيبه، حققه أربعة من الباحثين المتقنين، وألحق به مستدرك بما فات العلم من فتاوى أبيه (۳) مجلدات). الفوائد الجسام على قواعد ابن عبد السلام ، للإمام سراج الدين البلقيني حققه الدكتور عمر حسن القيام (مجلد واحد). الإبريز الخالص عن الفضة في إبراز معاني خصائص المصطفى ﷺ التي في الروضة، للإمام جلال الدين البلقيني، حققه الأستاذ سليم محمد عامر (مجلد واحد).

التذكرة البلقينية، للإمام علم الدين البلقيني، حققها الأستاذ محمد عايش (مجلد واحد). الرسائل البلقينية، وتحوي عددًا من الرسائل اللطيفة، في فنون متنوعة من العلم، من الفقه والحديث والتفسير والعربية وغيرها، من تأليف الأئمة الثلاثة : السراج وولديه، حققها جماعة من الباحثين (مجلدان). ولا يفوتني في الختام أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى الفريق الذي قام على هذا العمل العلمي الجليل، وأخص بالذكر الإخوة الفضلاء: الأستاذ المحقق محمد عايش، الذي كانت له مراجعات كثيرة ودقيقة لأعمال المحققين الكرام والأستاذ محمد نور صابرين، الذي تابع بصبر ودأب ودقة مراحل الإخراج الفني إلى أن ساغ العمل في هذه الصورة الأنيقة، والأستاذ حمزة فرحان، الذي تتبع كثيرًا من الأصول الخطية التي عمل عليها المحققون. هذا ونسأل الله تعالى أن يتقبل الجهد الباهظ الذي بذل في هذا العمل وأن ينفع به أهل العلم وطلابه، وأن يُسهل سبحانه بكرمه تمام هذه المكتبة العلمية المباركة في خير وعافية، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

 وهذا ملخص كتاب المكتبة البلقينية.

نبذة عن كاتب كتاب البلقينية:

حين أجمعت أمري على كتابة هذه الترجمة، ساورني غير قليل من هواجس الخيرة والتردد، وشعرت بالحاجة إلى طرف صالح من الأناة والتروي، فهذا العلم البلقيني قد اختلفت فيه كلمة المؤرخين، فحين أجمع الجم الغفير منهم على إمامته و ديانته، انفرد شيخه الحافظ ابن حَجَرٍ العَسقلاني (ت ٨٥٢هـ) بتقديم صورة مشوهة للعلم البلقيني، تكظم الأنفاس، وترسم صورةً بَشِعةً لهذا الإمام الذي كان أحد أعيان عصره، وهي إلى الزراية عليه، والإهانة له، وتعداد مثالبه، وفَضْحِ مستوره، وتلطيخ منشوره، أقرب من كونها ترجمة تاريخية منصفة، وكأن الرجل كان عرياً عن الفضائل، وأن قصاراه أن يكون لصاً من لصوص القضاء؛ يجمع بين دناءة النفس والطمع والحمق … إلى آخر ما قَرَفَهُ به الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني وهو مَنْ هو إمامة وديانة واستبداداً بزعامة عصره غير منازع في ذلك ولا مدافع. إزاء هذه الترجمة التي رَكِبَتْ مَتْنَ الاعتساف، وكسفَتْ من شمس العلم البلقيني، كان هناك غير واحد من المؤرخين الذين نضروا وجه هذا الرجل، ووضعوه في موضعه الحقيقي بين علماء عصره، ويأتي في طليعة هؤلاء: الإمام المؤرخ أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن تغري بردي (ت ٨٧٤هـ) فقد كتب

ترجمة حسنةً للعلم البلقيني في المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (١)، وأخرى مختصرة في النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ) (۲) اعتذر عن وجازتها بقوله : وقد استوعبنا حاله في عدة مواضع من مصنفاتنا ليس لذكرها في هذا المختصر محل، وفي شهرته ما يُغني عن الإطناب في ذكره هنا». ترجمة السراج البلقيني وأيضاً فقد كان العلم البلقيني سعيداً بتلاميذه الذين رأوا حَجْمَ الضَّيْمِ الذي حاق بشيخهم في صنيع الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، فتلطفوا لتبديد هذه الغاشية بكل وسيلة، وانتصفوا للعلم البلقيني ولم يتركوه نهب الضياع وسوء القالة، فكتب تلميذه الشمس السخاوي (ت ٩٠٣هـ) ترجمتين سابغتين لشيخه فيهما جماع الدلالة على رفيع منزلته وكامل فَضْلِه: الأولى في مَعْلَمتِه الضخمة: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ) (۳) ، والأخرى في الذيل على رفع الإصر » (٤) وكلتاهما وافية بمقاصد الترجمة، قد أخذتا بحظ وافر من التمحيص والنقد وتوخي الحقيقة بعيداً عن التعصب والإجحاف. وتصنيع السخاوي صنع الجلال السيوطي (ت ۹۱۱هـ)، فكتب لشيخه العلم البلقيني ترجمة قيمة في المنجم في المعجم (0) اضطرم فيها قلبه بالحماسة لشيخه، وهي ترجمة ليست كبيرة لكنها دالة على مبلغ تبجيله للبلقيني، وقاضية

بإمامته وديانته، وكونه صدراً من صدور القضاء، وشيخاً من أشياخ الإسلام. أما كتاب زاد المسير في الفهرست الصغير» فقد شحنه السيوطي بذكر التصانيف والسماعات التي أخذها عن شيخه العلم البلقيني، وهو ما سنذكره عند الحديث عن معارفه وعلومه، ومَنْ تذوق كلام السيوطي في حديثه عن شيخه، ظهر له أنَّ العلم البلقيني كان من محاسن عصره، وأن تلك الصورة المظلمة التي ظهرت في ترجمة الحافظ ابن حجر لا تعز على سهام النقد، ولا تثبت على التمحيص والتحقيق. إن من عجيب ما وقع في شأن هذا الكتاب الذي أنهض بأعباء تحقيقه، أن يكون الحافظ ابن حجر العسقلاني هو الذي أشار على تلميذه العَلَم البلقيني بتصنيفه، وقد جزم بذلك الشمس السخاوي في ترجمة العلم فقال: «وأفرد لوالده ترجمة في مجلدة، أخذ الترجمة التي جمعها له أخوه مِن قَبْلِه، وضم إليها فوائد بإرشاد شيخنا (۱) يعني الحافظ ابن حجر، وحين وصل العلم البلقيني إلى ختام ترجمة والده، ذكر طرفاً من المراثي التي قيلت فيه بعد وفاته سنة (٨٠٥هـ)، وذكر عبارة حسنةً في حق شيخه ابن حجر حين قال: ومما رثاه الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ شهاب الدين العسقلاني أبقاه الله تعالى فقال: يا عين جودي لفقد البحر بالمطر واذري الدموع، ولا تبقي ولا تذري ثم ذكر باقي القصيدة وهي طويلة ) (۲)، وفي هذا إشارة إلى طرف مودَّةٍ وفَضْل توقير بين الرجلين.

ثمَّ نَشَبَ فِي حَلْق هذه العلاقة ما يَنْشَبُ بين المتعاصرين من المنافسة والمغايظة، ويبس الثرى بينهما (۱) ، وحُلَّت حبا التوقير منهما، فجرى قلما هما بما رَغِبَ عنه فُضَلاء عصر هما (۲) ، وكفكف من غلوائه غير واحد ممن جاء بعدهما من نَصَفَةِ المؤرخين.
لقد سبق لي أن كتبت مقدمة سابغة للسراج البلقيني (ت ٨٠٥هـ) بَلَغَتْ تسعاً وسبعين صفحةً، صَدَّرْتُ بها كتاب الفتاوى» الذي جمعه ولده صالح هذا، ورتبه على أبواب الفقه، وحين ذكرت طرفاً مُقْتَضَباً من ترجمة العلم البلقيني كان مما سبق به القَلَمُ ثمة أن قُلْتُ : ويبدو أن سيرته في القضاء لم تكن محمودة، فلأجل ذلك فَجَجَ الحافظ ابن حجر العبارة في حقه، ووصفه بأوصاف لا تَليقُ بِمَنْ هو دونه ويبدو أن ضيق المقام، وانصراف العناية إلى شخصية والده، قد حالا بيني وبين تحقيق هذا الموطن وسير حقيقته، وإنعام النظر فيه بعَيْنِ المؤرخ الناقد، فكان يكون حسناً جداً في هذه الطالعة أن أُضْرِبَ صَفْحاً عن تلك العبارة السابقة التي تَقَبَّلْتُ فيها آثار الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، وأن أتفحص سيرة هذا العلم البلقيني بعين الإنصاف، فليس من أمانة العلم أن يسترسل الباحث مع خطئه

ولا ضير إطلاقاً في الاعتراف بالتقصير في البحث والتنقير، ووجوب تأسيس الحكم على البحث المتقصي الذي يقضي بنا إلى كتابة الحقيقة. وبَعْدُ: فهذا أوان الشروع في كتابة ترجمة للعلم البلقيني، تستوفي مقاصد التعريف به، وتكون مدخلاً صالحاً لقراءة ترجمة والده، وتتغيا الإنصاف فيما تقصد إليه، فالكمال عزيز، وكفى المرء نبلاً أن تُعَدَّ معايبه. هو الإمام المفسر ، الفقيه القاضي المتفنّن، عَلَمُ الدين، أبو البقاء (۱) صالح بن عمر بن رسلان بن نصير (۲) بن صالح بن شهاب الدين بن عبد الخالق بن محمد ابن مسافر الكناني البلقيني الشافعي (٣). وُلِدَ صالح لعلم من أعلام عصره، فأبوه السراج البلقيني هو مجدد المئة الثامنة وعالمها، شَهِدَ له بذلك أقرانه وتلاميذه، وكان المشار إليه بين العلماء في عصر اكتظ بالكبار منهم، واستبد بزعامة الشافعية، وتزاحم عليه طلبة العلم، وطارت فتاواه في الآفاق، مع ما كان عليه من الجلالة والمهابة والحشمة الوافرة والكلمة النافذة في مجلس السلطان. وأمه هي زينب – وقيل: صالحة – بنت صالح بن مُظَفَّر بن نصير، ابنة ابن عم زوجها السراج، تزوجها وأولدها صالحاً وأخاه الضياء عبد الخالق، ثم نُمِيَ إليه أَمْرٌ هَجَرَها بسببه قبل موته بعَشْرِ سنين، فقد حضَرَتْ أخته من بلقينة

فذكرت له أنها أرضعتها، وبحث عن ذلك حتى وضح له، فلما عَلِمَ صحة قولها اجتنبها (۱) فسكنت به أمه عند قريبهم، ابن عمها عز الدين عبد العزيز بن مظفر (۲) بجوار باب سر البيمارستان، وحين مات والده أقام مع والدته في طبقة علو المدرسة التي أنشأها السراج البلقيني بحارة بهاء الدين، ثم طال العمر بوالدته وتزوجت بعد وفاة زوجها ، ورأت ولدها العَلَم في ولاية القضاء التي كانت نوبتها الأولى سنة (٨٢٦هـ) ، فتأخرت وفاتها – رحمها الله – إلى سنة (۸۲۸ هـ ) (۳). ولِدَ العَلَمُ البلقيني بعد عشاء الآخرة ليلة الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وسبعمئة بحارة بهاء الدين في القاهرة (٤)، ونشأ بها في كنف والده، وتلقى علومه الأساسية، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثمان سنين وصلى به للناس التراويح على العادة بمدرسة والده سنة تسع وتسعين، وحفظ «العمدة» (٥)، و«الألفية» في النحو لابن مالك (٦) ، ومنهاج البيضاوي (۷)، وقرأ

على والده تصنيفه في الفقه المسمى «التدريب» الذي كتبه له ولأخيه عبد الخالق فلما انتهى إلى حيث كان وصل الشيخ في الطلاق»، صار يكتب له لوحاً فلوحاً، حتى مات وقد وصل فيه إلى كتاب «النفقات»، فأكمل الحفظ من منهاج الطالبين» للإمام النووي (١)، ثم عَرَضَ بعض محافيظه على أبيه، والزين العراقي، وعرضها جميعها على أخيه الجلال فيما بعد، وكان جُلُّ انتفاعه به بعد ملازمته إياه حين عزل من القضاء، فكتب بخطه جملة من تصانيفه وقرأها عليه، وأخذ الفقه عن المجد البرماوي والشمس الغراقي وغيرهما، كما سيأتي بيانه في ذكر شيوخه، كما أخذ الأصول عن العز بن جماعة، والنَّحْوَ عن شمس الدين الشطنوفي، وعِلْمَ الحديث عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، وولي الدين العراقي، وسمع عليهما محاسن الاصطلاح لوالده، وكتب عند الحافظ الزين العراقي جزءاً من «أماليه» بحضور الحافظ نور الدين الهيثمي (٢).
وذكر الحافظ السخاوي طرفاً صالحاً من مسموعات شيخه العلم البلقيني على غير واحد من أعلام عصره، فسمع على والده «جزء الجمعة» للنسائي، و«ختم دلائل النبوة للبيهقي بقراءة الحافظ ابن حجر العسقلاني (۳)، كما سمع جزء ابن نجيد (1) بقراءة الحافظ ابن حجر على الشهاب ابن حجي الدمشقي سنة ٨٠٨هـ وقرأ العَلَمُ بنَفْسِه على الشهاب ابن حجي بَعْضَ مشيخة الفخر، وسمع على أخيه الجلال «عشارياته» تخريج الزين العقبي، والصحيحين وغير ذلك على آخرين كالشيخ جمال الدین ابن الشرائحي، وأجاز له أبو إسحاق التنوخي، وجماعة كثيرة من الشاميين باستدعاء الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله، ولقي الحافظ جمال الدين ابن ظهيرة من تلاميذ والده حين حج سنة (٨١٤هـ). شيوخ العلم البلقيني: لقد أخذ العلم البلقيني عن غير واحد من أعلام عصره، ويحسن بنا في هذه المقدمة أن نُشير إلى نخبة مختارة من أعيانهم على النحو التالي: – الإمام الحافظ الفقيه المجتهد، الأصولي المُفسِّر المتفنن سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصير البلقيني (ت ٨٠٥هـ) والده، وشيخ زمانه وإنسان عين الشافعية في أوانه . كان ممن بسط الله له في العلم، وأوقفه على دقائق الفهم. تفقه بغير واحد من أعيان عصره مثل الشمس بن عدلان، والنجم الحسين ابن علي الأسواني وغيرهما، وأخذ الأصول عن الزين عمر بن أبي الحرم الكتناني وأبي الثناء الشمس الأصفهاني شارح مختصر ابن الحاجب» وغيرهما، وسمع الحديث عن الشمس ابن غالي الدمياطي وأبي العباس بن كشتغدي وبالإجازة عن الحافظين الكبيرين : المزي والذهبي. وكان آيةً في الحفظ والذكاء وسيلان الذهن وقوة الحجة، وتصانيفه قاضية بذلك، ومن أشهرها «الفتاوى» (۲) وحاشيته على

– الإمام الفقيه العلامة جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن عمر بن رسلان البلقيني ( ت ٨٢٤ هـ)

3 الإمام الحافظ، الفقيه المفسر، المؤرّخ المتفنّن شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت (٨٥٢هـ

4 الامام ولي الدين ابو زرعة احمد بن عبد الرحيم بن الحسين العراقي

5 الامام النحوي شمس الدين محمد بن ابراهيم شطنوفي القاهري

6 الامام الفقية ابي الفداء مجد الدين اسماعيل بن ابي الحسن بن علي البرماي المصري الشافعي

7 الامام ابو عبد الله شمس الدين بن احمد بن خليل العراقي ثم القاهري الشافعي

8 الامام الفقية برهان الدين ابراهيم بن احمد البيجوري السافعي

تلاميذ الشيخ من اشهرهم علي الاطلاق :

الامام الحافظ المورخ ابو الخير شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ابي بكر السخاوي القاهري الشافعي

والامام الحافظ المورخ جلال الدين السيوطي المفسر الشهير

والامام المورخ تاج الدين عبد الوهاب بن عمر بن الحسين بن محمد الحسيني الدمشقي الشافعي

الامام الفقية المتفنن برهان الدين ابو اسحاق ابراهيم بن محمد ابن ابي شريف المقدسي المصري الشافعي

ه الإمام الكبير، الحافظ المفسر، الفقيه الأصولي المتفنن شيخ الإسلام قاضي القضاة زين الدين أبو يحيى زكريا ابن القاضي زين الدين بن زكريا بن محمد الأنصاري السُّنَيْكي (۲) المصري الأزهري الشافعي (ت ٩٢٦هـ

الامام كمال الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن بهادر الطرابلسي ثم القاهري الشافعي (ت ۸۷۷ هـ) :

– خاتمة المسندين، الإمام الجليل عبد الحق بن محمد السنباطي القاهري الشافعي (ت ٩٣١ هـ) ولد سنة (٨٤٢هـ

تصانيفه:

ذكر الشمس السخاوي طائفة حسنةً من تصانيف البلقيني، وهي بجملتها دالة على اشتغاله بشتى علوم عصره من تفسير وفقه وتاريخ وآداب ومواعظ، ويلحظ الناظر في هذه التصانيف أن أغلبها لم يكن عملاً أصيلاً بِقَدْرِ ما كان إكمالاً أو جمعاً لتصانيف أبيه وأخيه دون أن يكون ذلك قادحاً في قيمة تصانيفه العلمية، وقد أمكن ترتيبها على النحو التالي (٢) :

١ – تفسير القرآن»: وهو في ثلاثةَ عَشَرَ مجلداً، شرع بتأليفه في مدرسة والده بعد موت أخيه الجلال ( سنة ٨٢٤هـ)، وانتهى منه (سنة ٨٦٣هـ)، قال السخاوي: استمد فيه كثيراً من ابن كثير والبغوي والقرطبي، وتعاليق أبيه وأخيه (۳)، ذلك وذكره الداوودي وقال: «تفرد بالفقه وأخذ عنه الجما عم الغفير، وألف في ذ تفسير القرآن العظيم (٤).

2- تعليق على الكشاف للزمخشري: وهو إكمال على عمل والده الموسوم بـ الكشاف على الكشاف ) (۱) وصل فيه إلى قوله تعالى: ﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله ﴾ [آل عمران: ۱۷۱] فأكمله العَلَمُ البلقيني ووصل فيه إلى سورة الأنعام» وذلك حين استقر في درس التفسير بـ «البرقوقية». قال السخاوي: رأيتها بخطه ملقبة بـ «الكشاف على الكشاف » (٢).
3الغيث الجاري على صحيح البخاري شرع فيه حين استقر للتدريس في المدرسة القانبيهية وبنى فيه على كتاب شيخه ولي الدين العراقي، وذلك من كتاب الحج إلى أواخر الصيام، فجاء في أربعة مجلدات. قال الشمس السخاوي: «رأيتها بخطه واستمداده فيه من شرحي ابن الملقن وشيخنا – يعني الحافظ ابن حجر – وغيرهما (۳).

4- تلخيص الفوائد المحضة على الرافعي والروضة: وهو تعليق على «الشرح الكبير» للرافعي، و«روضة الطالبين للنووي من أبواب البيع والنكاح والجراح، وقد وضح الشمس السخاوي طبيعة هذا التعليق بقوله: «فأما الذي من البيع فكان يُلقيه بـ «الصالحية النجمية» في أيام الدروس بها حين يكون عاطلاً، وهو كراريس، وأما الذي من النكاح فإنه بنى على كتابة أخيه – يعني الجلال – التي افتتحها من كتاب النكاح، ورأيتُ منها ثلاثة مجلدات، فكتب القاضي عَلَمُ الدين نَحْوَ أربعة مجلداتٍ تِلْوَها ، رأيتُها بخَطَّه وكتب عليها كأخيه ما نصه: «تلخيص الفوائد المحضة على الرافعي و الروضة»، وهذه هي القطعة التي كان يلقيها في دروس «الخشابية» مُدَّةً ولايته لها، وأما الذي من الجراح فكان يلقيه في «الشريفية» أيام الدروس، وهو كراريس (١).

5 الاعتناء والاهتمام بفوائد شيخي الإسلام»: وهو المطبوع بحاشية «روضة الطالبين» للإمام النووي، قال الشمس السخاوي موضحاً طبيعة عمله في هذا الكتاب: والتقط حواشي أخيه على الروضة» في مجلدين انتهيا في سنة ثمان وعشرين، قرأ عليه أولهما، وكان فراغه من قراءته له كما قرأته بخطه في سنة أربع وعشرين، ومات قبل إكمال المجلد الثاني عليه، ولهذا نجد فيه مواضع كثيرة تحتاج إلى تحرير ؛ لأنها يُحِيَتْ من خَط المحشي أو عسر عليه استخلاصها، ثم أشار عليه شيخنا – يعني الحافظ ابن حجر – بالجمع بين حاشيتي أبيه وأخيه في كتاب واحد، فجمعهما كما أشار في أربعة مجلدات ضخمة، وكان فراغه منه في سنة أربع وأربعين، وسماه الاعتناء والاهتمام بفوائد شيخي الإسلام» (۲).

٦- إكمال التدريب

لوالده، وهو في مجلد قريب من حجم الأصل: قال الشمس السخاوي: حفظه ولده فتح الدين فتح الله عليه بالطاعات، واستوفاه على مؤلفه قراءة الشمس ابن قاسم (۳).

قلت: ذكر حاجي خليفة (۱): أن العلم البلقيني قد اختصر التدريب في كتاب سماه «التأديب». وربما كان من باب السهو والخطأ، فإنني لم أجد ذكراً لهذا الكتاب عند متقدمي المؤرخين ممن لهم عناية بأخبار العلم البلقيني. ترجمة السراج البلقيني

7التجرد والاهتمام بجمع فتاوى شيخ الإسلام»: وهي فتاوى والده السراج، وما أغزر فائدتها. رتبها على أبواب الفقه، وانتفع بها الناس، واستمد منها العلماء، ودارت في تصانيفهم. وهي في ثلاثة مجلدات، طبعت ضمن مشروع (المكتبة البلقينية) ، بعد أن تشرفت بالعمل مع نخبة من أفاضل المحققين في تحقيقها، وصدرتها بمقدِّمة ضافية بِحَمْدِ الله وفَضْلِه.

8- تبييض المهمات» للإسنوي وإكماله، حيث بيض ما كتبه والده وأكمل صنيعه، فجاء في أربعة مجلدات ضخمة (٢).

٩ – فتاوى العلم البلقيني»: جمع فيها المهم من فتاوى نَفْسِه (۳).

١٠ – الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية» (٤

١١ – ترجمة والده. وهي كتابنا هذا. قال الشمس السخاوي: «أخذ الترجمة التي جمعها له أخوه من قَبْلِهِ، وضَمَّ إليها فوائد بإرشاد شيخنا، وذلك في حياة أخيه، وعليه فيها مؤاخذات كثيرة (1) . ١٣ – «القول المستبين في أحكام المرتدين» (۳). ١٤ – «الجوهر الفرد فيما يخالف فيه الحر العبد» (٤).
١٢ – ترجمة أخيه الجلال» (٢).
١٥ – «أحكام المبعض » (٥) .
١٦ – مصنف في الطاعون»، قال السخاوي: «رأيته بخط النواجي )

* نشأته ووظائفه:

قد ذكر الإمام المؤرخ ابن تغري بردي (ت ٨٧٤هـ) طرفاً مقتضباً من سيرة العلم البلقيني، ذكر فيه شيئاً قليلاً عن نشأته، وكيف أنه بعد وفاة أبيه السراج سنة (٨٠٥هـ) استمر ملازماً لأخيه الجلال إلى أن توفي سنة (٨٢٤هـ)، فعند ذلك أصبح علم الدين هو المشار إليه في البلاقنة. وعمل الميعاد بمدرسة والده مكان أخيه، وتَصَدَّرَ للفتيا والتدريس وولي تدريس الخشابية، ثم ولي قضاء الديار المصرية بحكم عزل القاضي ولي الدين العراقي في يوم السبت سادس ذي الحجة سنة خمس (٣) وعشرين وثمانمئة (٤) ، ثم صرف بالحافظ ابن حجر في السابع عشر من المحرم سنة (٢٧هـ) بعد استيفاء سنة ونيف، فلم يزل منذ ذلك مقبلاً على التدريس والإفتاء وعمل الميعاد كل جمعة بمدرسة والده، إلى أن أعيد إلى القضاء بعزل الحافظ ابن حجر سادس عشري صفر سنة (٨٣٣هـ)، ثم صرف عن القضاء بالحافظ ابن حجر في رابع عشري جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين بعد أن عاهد الحافظ ابن حجر ألا يسعى في وظيفة القضاء (١)، وبقي بعيداً عن منصب القضاء حتى أعيد إليه في الخامس من شوال سنة (٨٤٠هـ)، ثم عُزل بالحافظ ابن حجر في السادس من شوال سنة (٨٤١هـ)، ثم أعيد في أول يوم من المحرم سنة (٨٥١هـ ) بدلاً من الحافظ ابن حجر، ثم عُزل في يوم الخميس الخامس عشر من ربيع الآخر في السنة نفسها (٨٥١هـ) بالشيخ ولي الدين الشافعي، واستمر معزولاً إلى أن أعيد بعد أن عزل الحافظ ابن حجرٍ نَفْسَه، في يوم الثلاثاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة (٨٥٢هـ)، واستمر قاضياً إلى يوم السبت عاشر شهر رجب من السنة، فعُزِلَ، ورسم السلطان الملك الظاهر جقمق بإخراجه إلى القُدْسِ بَطالاً، فَشَفَعَ فيه بعض أعيان الدولة، فرسم له بأن يلزم بيته، ثم تكلم فيه، فرسم بنَفْيه ثانياً، وصَمِّمَ السلطان على ذلك، وأخذ قاضي القضاة ولي الدين في تجهيزه، وتولى مكانه الشيخ شرف الدين المناوي، ثم شفع في علم الدين البلقيني ، فرسم له السلطان بالإقامة على وظائفه في الديار المصرية (٢). وهذا الذي قاله ابن تغري بردي قد اكتنفه بعض الخطأ، والذي صححه الشمس السخاوي هو أن العَلَم البلقيني قد استمر في القضاء إلى يوم السبت عاشر شهر رجب سنة ثلاث وخمسين، بعد أن ظَنَّ صفاء الوقت واطمأنت فكرته بوفاة شيخنا – يعني الإمام الحافظ ابن حجر – مع علمه أنه ما مات حتى زَهِدَ في المنصب، وأقلع عن المَيْلِ إليه، فعزله السلطان عزلاً شنيعاً، وأمر بخروجه من الديار المصرية، فخرج ومعه نقيب الجيش إلى تربة برقوق بالصحراء، فأقام إلى بعيد العصر، وضج الناس بسبب ذلك، وخرجوا الموادعيه وهم يستغيثون ويبكون، ومن جملة مَنْ كان هناك قاضي الحنابلة البدر البغدادي، وكنت ممن توجه إليه، فبينا نحن كذلك قبل الغروب، وإذا بالقَصْرِ يُخبر بالإذن له في الرجوع إلى بيته (۱).

هذه هي أهم معالم حياة العلم البلقيني، وهي حياة حافلة بالعلم والعمل وإفادة للمسلمين وقد لخص الشمس السخاوي ذلك كله بقوله: «وبالجملة، فلم يَزَلْ على جلالته وعلو مكانته حتى مات بعد أن توعك قليلاً في يوم الأربعاء خامس شهر رجب سنة ثمان وستين وثمانمئة، وصلّي عليه من الغد بجامع الحاكم بمَحْضَرٍ جَم، تقدمهم قاضي الحنفية ابن الشحنة، [ ودُفِنَ] بجوار والده بمدرسته الشهيرة، وأقاموا على قبره أياماً يقرؤون، وخَلَّف دنيا طائلة وكتباً جمة، من جملتها من أوقاف المدارس أو نحوها، ما يزيد على ألف مجلد، وثمانية أولاد فيهم من الذكور ثلاثة، ورثاه الشمس ابن الفالاني، وابن الجلال النقيب، وابن الكمال الأسيوطي (٢). ** *

محتويات كتاب البلقينية:

اقتباسات من كتاب البلقينية:

 

يمكنك أيضا تحميل كتب عربي أخرى من المكتبة العربية للكتب مثل:

 

الامام سراج الدين البلقيني

الكتب مشابهة لــ المكتبة البلقينية الجزء 6 pdf

هذا الكتاب ملكية عامة

نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا

تحفظ المكتبة العربية للكتب كافة حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين وفي حالة وجود أي مخالفة لاي كتاب برجاء التواصل معنا